نتابع معكم أخبار الكويت وخبر بالفيديو.. هل تشعل أزمة «كورونا» الخلافات الأسرية؟! الذي ننقله ونوضح تفاصيله في موقع ترند اليوم لجميع القراء في الكويت والوطن العربي.
- الكويت| شعبان: الظروف الحالية رفعت درجة القلق لدى جميع أفراد الأسرة وعلى أولياء الأمور التعامل مع هذا الوضع وتخفيف تداعياته
- الحويلة: لابد من شغل وقت الفراغ بالقراءة وتنظيم المسابقات الثقافية والمساعدة في أمور المنزل وممارسة الرياضة داخله
- البارون: جلوس الأسرة مع بعضها وتبادل أطراف الحديث حول مختلف المواضيع سيزيدان التواصل والألفة والمحبة بين أفراد الأسرة
أجرت التحقيق آلاء خليفة
في ظل تداعيات فيروس كورونا المستجد وما اتخذته الحكومة من إجراءات للسيطرة على الفيروس من بينها تعطيل المدارس والجامعات وكذلك عطلة الموظفين أصبح أفراد الأسرة جميعهم في المنزل طيلة الوقت ما يجعل بعض الآباء يتعاملون بشدة وعصبية مع أبنائهم نتيجة الظروف الحالية او قد تحدث خلافات بين الزوجين.
فهل تشعل الأزمة الحالية أزمة اجتماعية نتيجة الخلافات داخل الأسر؟ وما نصائح المتخصصين في علم الاجتماع والتربية وعلم النفس لتخطي المرحلة الحالية بسلام والاستفادة منها بشكل إيجابي.
للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها وبحث الموضوع من كل جوانبه استطلعت «الأنباء» آراء عدد من المختصين التربويين والنفسيين والاجتماعيين، فكانت إجاباتهم ونصائحهم كما في السطور التالية:
في البداية، قالت الاستشارية التربوية د.هدى شعبان في تصريح خاص لـ «الأنباء»: العالم أجمع اليوم يمر بتجربة عصيبة وظروف صعبة فرضت علينا ان نلزم المنازل، ولمواجهة تلك الظروف الصعبة لابد ان نكون إيجابيين حتى يمكننا ان نتخطى هذه الأزمة بسلام، مضيفة: الجميع يعلم ان هناك خطرا كبيرا يحدق علينا والوضع العام سيئ ومخيف وهذا الأمر يؤثر على النفسية والأعصاب ودرجة القلق لدى كل فرد في المجتمع.
وأوضحت أن أولياء الأمور بشكل غير مباشر ينقلون مشاعر القلق والخوف والتوتر لأبنائهم، لاسيما ان معظم الأسر لديها أهل وأقارب في دول أخرى بما يضعهم تحت ضغط نفسي بسبب الخوف عليهم من الإصابة بفيروس كورونا، مؤكدة أن طريقة استيعاب هذا القلق هي التي تتحكم بنا هذه الفترة، لافتة إلى انها قد تؤثر على العلاقات الزوجية وعلى علاقة الأبوين مع أبنائهما نظرا لأن الجميع يعيشون حالة قلق وتوتر.
وأطلقت شعبان دعوة تحت عنوان «فلنتعرف عليهم أكثر»، مشيرة الى ان الطفل بشكل عام لديه مشاعر ويحكم على الوضع الخارجي من خلال انفعالاته ومشاعره، وبالتالي يفسر الواقع من خلال تلك الانفعالات، متابعة: وعندما يرى أبواه اللذان يمثلان له عامل القوة والأمان في حالة قلق وتوتر فسيستشعر بالخطر أكثر مما يؤثر عليه نفسيا، لافتة الى ان في تلك الحالة سيتعامل مع الأمر بأسلوبين، الاول يتمثل في رغبته بالحركة الزائدة والصراخ ويكون قلقا بشكل أكبر وقيامه بمشكلات سلوكية داخل المنزل، وبالتالي سيعبر عن انفعالاته بشكل سلبي، أما الأسلوب الثاني فسيكون أميل نحو الانسحاب والانشغال بمشاهدة التلفاز او اللعب في البلاي ستيشن وأجهزة الآيباد حتى يهرب من الواقع الخارجي، مؤكدة ان في كلتا الحالتين هناك خطورة نفسية على الطفل.
وأكدت شعبان ضرورة التخطيط الجيد لتخطي الأزمة الحالية سواء في تعامل الزوجين مع بعضهما البعض او في التعامل مع الأطفال.
ونصحت الأبوين بدعوة أبنائهم لاجتماع مصغر وتبادل النقاش حول فيروس كورنا بشكل منفتح وبأسلوب يتماشى مع فهم وعقلية أبنائنا، موضحة ان على الأبوين الإجابة عن أسئلة أبنائهم بشكل صحيح بالإضافة الى مشاركة الأخبار الجيدة مع أبنائنا.
وشددت شعبان على ضرورة توضيح الأهالي لأبنائهم لماذا قمنا بعمل حجر منزلي؟ والنتائج الإيجابية التي تعود على الأسرة من وراء هذا الحجر في ظل الظروف الحالية، مؤكدة ان التواصل مع الأبناء سيخفف نسبة القلق وسيكون قادرا على التعاون مع الأبوين في وضع خطط يومية، وحثت الأبوين على وضع خطط يومية مدروسة لشغل وقت الفراغ منذ الاستيقاظ حتى الذهاب الى النوم مساء بالتعاون مع الأبناء في وضع هذا الجدول، مؤكدة على ضرورة وضع أهداف يومية يحققها الأبوان والأبناء معا.
أمر جديد ومفاجئ
بدورها، أوضحت عضو المجلس الأعلى لشؤون الأسرة د.أمثال الحويلة أن جلوس رب الأسرة والزوجة والأبناء دون عمل ودون دراسة سواء في مدارس او جامعات هو أمر جديد ومفاجئ على جميع دول العالم وليس في الكويت فحسب كون ان فيروس كورونا المستجد هو وباء عالمي وأصاب معظم دول العالم.
وأفادت الحويلة في تصريح خاص لـ «الأنباء» بأن الأسرة قبل فيروس كورونا كانت معتادة على نمط حياة معينة تتمثل في الذهاب للعمل وذهاب الأبناء للمدارس والجامعات بالإضافة الى الذهاب الى المطاعم والكافيهات والأسواق والاماكن الترفيهية المختلفة، فضلا عن المناسبات الاجتماعية اليومية المختلفة والتي ذهبت حاليا مع انتشار فيروس كورونا وقرار مجلس الوزراء بتعطيل الدراسة ومنح إجازة للموظفين للبقاء في المنازل، فضلا عن اتخاذ الكثير من القرارات والإجراءات المهمة والمفيدة للحد من انتشار الفيروس وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، لافتة الى ان الكويت اتبعت تلك المعايير بصورة مشرفة وبشكل محترف ومهني على جميع الأصعدة سواء الجهات الحكومية او مؤسسات القطاع الخاص فالجميع لبى نداء الوطن بشكل مشرف.
وذكرت الحويلة ان على المواطنين والمقيمين حاليا الالتزام بتنفيذ كل قرارات مجلس الوزراء من باب الأمانة الإنسانية والأخلاقية والتي تصب في صالح الأسرة والمجتمع بشكل عام.
ولفتت الحويلة الى ان الجلوس في المنزل ليس بالأمر السهل نتيجة التقيد والالتزام وتغيير نظام حياة الفرد التي تعود عليها في السابق، موضحة ان ليس لجميع الناس القدرة نفسها على الالتزام والتقيد.
وأضافت: ولكن في ظل الأزمة الحالية على الجميع ان يلتزموا وتعويد أبنائنا وأفراد الأسرة على كيفية الالتزام وان يكون الأبوان قدوة حسنة لأبنائهما في ذلك الأمر.
وأشارت الحويلة الى ان مهمة الأسرة الأساسية احتواء أبنائها والاهتمام بهم ووظيفة الأبوين الحفاظ على أبنائهما في المقام الأول، موضحة ان «رب ضارة نافعة» فالوضع الحالي قد يكون فرصة جيدة للتقارب الاجتماعي والعاطفي والاسري بين افراد الاسرة، وكذلك فرصة للحوار والنقاش وتبادل المعلومات بين الأهل والأبناء.
ونصحت الحويلة استغلال أوقات الفراغ في أمور مهمة ومفيدة تعود بالنفع على جميع أفراد الأسرة سواء الأبوين او الأبناء من خلال عمل برنامج يومي ومسابقات ثقافية وصحية والاعتماد على النفس وأداء بعض المهام المنزلية وتبادل الأحاديث المفيدة.
وتابعت: يمكن عمل ناد ثقافي داخل المنزل من خلال قراءة أفراد الأسرة لكتب في مجالات عدة توسع مداركهم وتخصيص أوقات لمناقشة محتوى تلك الكتب، موضحة ان الفترة الحالية فرصة للالتقاء والحوار ولتجديد الولاء لهذا الوطن بتنفيذ قراراته، كما انها فرصة لإصلاح اي شرخ موجود بين أفراد الأسرة الواحدة، مشددة على ضرورة استغلال الظرف الحالي بصورة إيجابية وإعادة تقييم ذواتنا وتغيير أنفسنا للأفضل وتوطيد العلاقات الزوجية والأسرية.
ونصحت الحويلة الآباء والأمهات باكتشاف مهارات أبنائهم ومحاولة تنميتها سواء مهارات ثقافية او فنية او رياضية او اجتماعية وغيرها من الأمور التي يمكن ان يقوموا بها داخل المنزل.
وحثت الحويلة أبناء الكويت المخلصين بالعمل التطوعي لخدمة الوطن في هذه الفترة الصعبة حتى تمر الأزمة بسلام، مؤكدة ان الفترة الحالية تعتبر فرصة جيدة لإعادة بناء الأسرة الكويتية مرة أخرى.
كما نصحت الحويلة بعدم التهويل او التهوين وسماع الأخبار من المصادر الرسمية وتعزيز احترام السلطة في أوقات الأزمات وتقديم المقترحات بما يفيد الأسرة والمجتمع.
وحثت الحويلة بمشاهدة البرامج التثقيفية والتعليمية الهادفة، فضلا عن خلق وسائل ترفيهية داخل المنزل ومنها على سبيل المثال مشاهدة الأفلام بما يخلق جوا يماثل جو السينما، وكذلك يمكن لكل فرد من الأسرة ان يقوم بعمل طبق معين او مشروب معين بما يخلق جوا يشابه جو المطاعم والمقاهي مقترحة كذلك بتخصيص أوقات لعمل مسابقات بين أفراد الأسرة بما يخلق جوا من الألفة والمحبة بين الجميع.
ونظرا لأن الجلوس في المنزل قد يكسب أفراد الأسرة وزنا زائدا بسبب عدم الحركة، اقترحت الحويلة استغلال اي منطقة في المنزل سواء داخله او سطح المنزل لعمل التمارين الرياضية اليومية التي تساعد على الحركة وتخفيف الوزن حتى لا يتعود أفراد الأسرة على الكسل.
واقترحت الحويلة على الأبوين تشجيع أبنائهما على قراءة القرآن الكريم ومنحهم مكافأة معينة لمزيد من التحفيز والتشجيع، مشددة على ضرورة استغلال الفترة الحالية بشكل إيجابي.
التعاون لتخطي الأزمة
من جانبه، ذكر أستاذ علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.خضر البارون في تصريح خاص لـ «الأنباء»: ان علينا جميعا ان نتعاون معا لتخطي الأزمة الحالية سواء الأبوين او الأبناء وجميع أفراد الأسرة من خلال تقسيم العمل وتقدير الوقت حتى تمر الأزمة بسلام.
وذكر البارون ان على جميع أفراد الأسرة تقبل الوضع الحالي ومحاولة التكيف معه، موضحا ان على أولياء الأمور مسؤولية شغل أوقات فراغ أبنائهم بأمور مفيدة داخل المنزل، لاسيما بعد قرار تعطيل الدراسة حتى شهر أكتوبر المقبل بما يعني ان هناك شهورا عديدة سيجلس فيها الأطفال بالمنازل دون الذهاب الى المدارس وبالتالي فلابد من وضع خطط وجداول يومية لشغل أوقات فراغهم بما يفيدهم سواء بالقراءة او اللعب الجماعي او مشاهدة التلفاز وكذلك تخصيص وقت محدد للعب بأجهزة الآيباد بما يجعلهم يتأقلمون مع الوضع الحالي، كما اقترح البارون على أولياء الأمور شغل أوقات فراغ أبنائهم في التلوين والرسم ولعب الألعاب التي تحفز الذكاء بداخلهم مثل المسابقات والألغاز وغيرها من الألعاب المفيدة للأطفال.
وذكر البارون ان من الممكن ان تساعد الفتيات أمهاتهن في المطبخ من خلال تحفيز الفتاة على القيام بعمل أكلة معينة او طبق حلو ويكون هناك تنافس بينها وبين أخواتها على «افضل طبق»، كما حث البارون أولياء الأمور وأبناءهم على ممارسة الرياضة حتى لو داخل المنزل من خلال القيام ببعض التمارين الرياضية التي تساعدهم على الحفاظ على صحتهم وعدم اكتساب وزن زائد نتيجة الجلوس في المنزل وعدم الحركة، موضحا ان الرياضة ستفيدهم في تنشيط الدورة الدموية واستخراج السموم من الجسم.
وعلى صعيد متصل اقترح البارون جلوس الأسرة مع بعضها وتبادل أطراف الحديث حول مختلف المواضيع بما يزيد التواصل والألفة والمحبة بين أفراد الأسرة.
ومن ناحية أخرى، أوضح البارون ان جلوس الأبناء في المنزل بسبب الأوضاع الحالية قد يؤدي لحدوث نزاعات وخلافات بين الأبناء وهنا يأتي دور الأب الذي يكون لديه السلطة في فض تلك النزاعات بجانب دور الأم في تقوية العلاقات بين الأبناء والتقريب بينهم، كما أكد على ضرورة ان تكون هناك ألفة ومحبة وانسجام واحترام متبادل بين الزوجين بما ينعكس بشكل إيجابي على الأبناء.
الرفاعي: ستكون هناك قضايا كثيرة في محاكم الأسرة بسبب عطلة «كورونا»
قالت رئيسة لجنة الأسرة في جمعية الحقوقيين الكويتية المحامية عذراء الرفاعي إنه فيما يخص ان بعض الأزواج غير قادر على تحمل الطرف الآخر ويطلبون الطلاق، هذه حقيقة مع الأسف واجهتني خلال الفترة الأخيرة ووصلتني الكثير من الاتصالات والاستفسارات حول هذا الموضوع.
وذكرت الرفاعي في تصريح خاص لـ «الأنباء» انه في بعض الخلافات الاسرية التي تحدث نحتاج الى ان نقف وقفة حازمة تجاهها ونقوم بمعالجتها، لكن الغريب إصرار الزوجة على الطلاق وتطلب الخروج من منزل الزوجية وترك الأبناء مع الأب خاصة بعض الزوجات اللواتي يطلبن الطلاق على أسباب تافهة جدا ولا تحتاج الى تهويل، موضحة انه في بعض الأحيان يتخذ الناس قرارات غير صحيحة.
وأضافت: في مناقشتي مع الكثير من الحالات أطلب منهم عدم اتخاذ قرار بالطلاق وإعادة التفكير مرة أخرى في الخلاف الذي حصل بينها وبين زوجها ووضع الحلول لكل خلاف يحصل ونضع برنامجا للأسرة وإعادة إشراك دور الأب في الأسرة نظرا لأنه مع الأسف الفترة الزمنية السابقة بسبب انشغال الزوجين في العمل والذهاب الى الديوانيات والمطاعم والمقاهي والمناسبات الاجتماعية جعلت الزوجين خارج المنزل بنسبة 70% بما جعلهما غير مدركين للمعنى الحقيقي للحياة الزوجية المشتركة.
وشددت الرفاعي على ضرورة ان يعي الزوجان معنى المسؤولية المشتركة بينهما في الحفاظ على أسرتهما وتربية أبنائهما.
وتابعت: يجب ألا نجعل من عطلة الوباء سببا للانفصال بين الزوجين ولا نجعلها سببا لارتفاع حدة الخلافات وحالات الطلاق في المجتمع ولا نجعلها سببا لتدمير حياتنا وأسرتنا.
ودعت الرفاعي الأزواج في هذه الفترة الى التغافل والتغاضي والتسامح والتلاحم والتراحم نظرا لأن الفترة الحالية تحتاج الى أن نقف مع بعضنا البعض ونقوم بإعادة جدولة حياتنا بطريقة تناسب أسرتنا.
وقالت الرفاعي: تمر الكويت بأزمة صحية ونتضرع الى الله عز وجل ان يحمي الكويت وشعبها والمقيمين على أرضها من أي مكروه، وندعو الأسرة ان تحدد الأولويات التي تعم بالفائدة بين الزوجين حتى تمر هذه الفترة الزمنية بخير، متمنية ان تكون العلاقات بين الزوجين قائمة على الاحترام والمودة والمحبة واتخاذ حسن النية فيما بينهم.
وتزامنا مع الاحتفال بعيد الأم قالت الرفاعي: وصلتني العديد من الاتصالات بأن الزوج او الزوجة يمنعون خروج الأبناء معهم لحضور الاحتفال بعيد الأم في بيت الجدة، موضحة انها تنصح بأن تكون تهنئة الأبناء لجداتهم تكون عن طريق التلفون حفاظا على أرواحهم وصحتهم.
وختمت الرفاعي قائلا: نعم هناك الكثير من الخلافات الأسرية وبعد انقضاء العطل ستكون هناك الكثير من القضايا الأسرية التي سترفع في محاكم الأسرة بسبب عطلة الكورونا التي أدخلتنا في كم من المشاكل الأسرية بدلا من التلاحم والتعاون بين الزوجين، مشددة على ان علينا ترتيب أولويات الأسرية وكذلك ترتيب الحوار بين الزوجين حتى لا تكون هناك خلافات تؤدي الى الطلاق والتفكك الأسري.
هذا الخبر منقول من جريدة الأنباء ويتحمل المصدر كامل الحقوق والمسئولية فيما ورد في الخبر.
لقد قرأت بالفيديو.. هل تشعل أزمة «كورونا» الخلافات الأسرية؟! في الموقع بالتفصيل الكامل 2024 ويمكنك من خلال أزرار المشاركة الموجود، مشاركة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، وسوف نسعى لكي نحصل على الجديد ما تبحثون عنه، لكي نساعدكم في معرفته.