نوضح لكم الحلول الدراسية للاسئلة الطلابية وحل سؤال قصة الاسراء والمعراج كاملة، في موقع ترند اليوم لجميع الطلاب وللمعرفة العامة ولمساعدة الجميع.
في هذه الرواية نجد أمرين لا يمكن تجاهلهما يُثبتان أن الرواية السابقة تحكي رؤيا منام وليس رؤية عين على الحقيقة. أمَّا الأمر الأول فهو في بداية الرواية حيث قال أنس بن مالك رضي الله عنه: "لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَسْجِدِ الكَعْبَةِ، أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ، فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ. فَقَالَ آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ. فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى، فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ، وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُهُمْ». وهذا الكلام من أنس رضي الله عنه أثبت لنا حدوث الرؤيا في المنام مرَّتين؛ الأولى عندما جاءه ثلاثة من الملائكة حيث قال: "وَهُوَ نَائِمٌ". ثم قال بعد قليل عندما وصف الرؤيا الثانية: "فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَتَنَامُ عَيْنُهُ...". إلى آخر كلام أنس رضي الله عنه. وأما الأمر الثاني فهو في ختام الرواية حيث قال أنس رضي الله عنه: "وَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الحَرَامِ". فهذا صريح في أنه كان نائمًا صلى الله عليه وسلم.
وكثير من العلماء يعتبرون أن هذه الرؤيا الثانية ليست في المنام ولكنها على الحقيقة؛ ولكن يتعارض مع هذا الأمر الألفاظ الصريحة التي ذكرناها، والدالَّة على النوم، ويتعارض معها -أيضًا- أن أنس رضي الله عنه يقول عن الرؤيا الثانية: "فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى". فإذا كنا قد عرفنا أن الرؤيا الأولى هي قبل الوحي بتصريح أنس رضي الله عنه فمحال أن يكون الموقف الثاني هو موقف المعراج الذي حدث في نهاية فترة مكة؛ لأن جبريل كان قد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرات أو مئات المرات حتى ليلة المعراج الحقيقية، ولا شكَّ أنه رآه كثيرًا في خلال هذه السنوات، فلا يصحُّ هنا أن يقول: "فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى". كما أن صياغة أنس رضي الله عنه لقصة الرؤيتين تُشير إلى أنهما قريبتان، ولا يفصل بينهما سنوات كما يقول البعض.
ويُؤَكِّد على هذه الرؤيا رواية أخرى عند مسلم، تشرح الأمر بتفصيل أكبر، وأنا أعتقد أنها تتحدَّث عن الرؤيا نفسها التي كانت قبل الوحي، مع أن معظم العلماء اعتبروا أن هذه الرواية تتحدَّث عن حادث المعراج الفعلي الذي تمَّ في أواخر الفترة المكية.
ولنراجع نص الرواية كاملاً في البداية ثم نلقي بعض الظلال على بعض الكلمات التي تُؤَكِّد ما أرمي إليه. روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه -أيضًا- قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ، إِذْ سَمِعْتُ قَائِلاً يَقُولُ: أَحَدُ الثَّلاَثَةِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ. فَأُتِيتُ فَانْطُلِقَ بِي، فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشُرِحَ صَدْرِي إِلَى كَذَا وَكَذَا -قَالَ قَتَادَةُ: فَقُلْتُ لِلَّذِي مَعِي مَا يَعْنِي؟ قَالَ: إِلَى أَسْفَلِ بَطْنِهِ- فَاسْتُخْرِجَ قَلْبِي، فَغُسِلَ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ أُعِيدَ مَكَانَهُ، ثُمَّ حُشِيَ إِيمَانًا وَحِكْمَةً، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ، يُقَالُ لَهُ: الْبُرَاقُ، فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، يَقَعُ خَطْوُهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عليه السلام، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَفَتَحَ لَنَا، وَقَالَ: مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ". قَالَ: "فَأَتَيْنَا عَلَى آدَمَ عليه السلام". وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِقِصَّتِهِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ "لَقِيَ فِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ عِيسَى، وَيَحْيَى عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ، وَفِي الثَّالِثَةِ يُوسُفَ، وَفِي الرَّابِعَةِ إِدْرِيسَ، وَفِي الْخَامِسَةِ هَارُونَ عليه السلام". قَالَ: "ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ. فَلَمَّا جَاوَزْتُهُ بَكَى، فَنُودِيَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: رَبِّ، هَذَا غُلاَمٌ بَعَثْتَهُ بَعْدِي يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِهِ الجَنَّةَ أَكْثَرُ مِمَّا يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي". قَالَ: "ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ". وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ: وَحَدَّثَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، "أَنَّهُ رَأَى أَرْبَعَةَ أَنْهَارٍ يَخْرُجُ مِنْ أَصْلِهَا نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذِهِ الأَنْهَارُ؟ قَالَ: أَمَّا النَّهْرَانِ الْبَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ: فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ. ثُمَّ رُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ آخِرُ مَا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ أَحَدُهُمَا خَمْرٌ، وَالآخَرُ لَبَنٌ، فَعُرِضَا عَلَيَّ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقِيلَ: أَصَبْتَ أَصَابَ اللهُ بِكَ أُمَّتُكَ عَلَى الْفِطْرَةِ، ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسُونَ صَلاَةً"[4]. ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّتَهَا إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ.
في هذه الرواية نجد بعض الأمور المهمَّة، التي تدعوني إلى تصوُّر أن هذه الرواية تتحدَّث عن الرؤيا:
أولاً: كلمة الرسول صلى الله عليه وسلم المباشرة: "بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ". فهذه المقولة تُفَسِّر لنا أمرين اختلط فيهما كثير من العلماء: أما الأمر الأول فهو المكان الذي بدأت منه القصة بقدوم جبريل؛ حيث إن هناك رواية صحيحة في البخاري -سنتعرَّض لها لاحقًا إن شاء الله- تشير إلى أن قدوم جبريل كان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينما في هذه الرواية نجد أن جبريل جاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند المسجد، والواقع الذي تُفَسِّرُه هذه الكلمة التي قالها صلى الله عليه وسلم أن الذي حدث عند البيت الحرام هو الرؤيا، حيث كان نائمًا صلى الله عليه وسلم، أو بين النائم واليقظان، فرأى الرؤيا التي ستتحقق بعَّد ذلك بسنوات عديدة، فهذا مكان الرؤيا، وليس مكان قدوم جبريل صلى الله عليه وسلم على الحقيقة. أما الأمر الثاني فالتصريح بأن الأمر بين النائم واليقظان، وهذا يُرَجِّح أنها كانت رؤيا؛ لأن قصة المعراج بعد ذلك حدثت على الحقيقة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم متيقظًا تمامًا، ولا يُناسبها وصف: "بين النائم واليقظان".
ثانيًا: هذه الرواية ذكرت الثلاثة الذين جاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو نفس ما وصفه أنس رضي الله عنه في رواية البخاري، التي ذكرنا أنها تتحدَّث عن الرؤيا؛ بينما الروايات التي تتحدَّث عن المعراج عند حدوثه على الحقيقة لم تذكر أمر الثلاثة، إنما ذكرت أمر جبريل صلى الله عليه وسلم فقط، فهذا يُوَضِّح أن الروايات تتحدَّث عن أمرين مختلفين، أمر الرؤيا وأمر الحقيقة.
نتمنى ان تكون قد حصلت على حل سؤال قصة الاسراء والمعراج كاملة، وفي حالة عدم رؤيتك على الحل الصحيح فاترك تعليق بوضح ذلك وتاكد اننا نبحث بجهد لعرض الحلول الصحيحة.
لقد قرأت قصة الاسراء والمعراج كاملة في الموقع بالتفصيل الكامل 2024 ويمكنك من خلال أزرار المشاركة الموجود، مشاركة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، وسوف نسعى لكي نحصل على الجديد ما تبحثون عنه، لكي نساعدكم في معرفته.