كيف كان أهل الكهف يستمتعون بوقتهم

كيف كان أهل الكهف يستمتعون بوقتهم
كيف كان أهل الكهف يستمتعون بوقتهم

نوضح لكم الحلول الدراسية للاسئلة الطلابية وحل سؤال كيف كان أهل الكهف يستمتعون بوقتهم، في موقع لجميع الطلاب وللمعرفة العامة ولمساعدة الجميع.

الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فمن قصص القرآن العظيم قصة أصحاب الكهف قال الله تعالى:  أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا  [الكهف: 9-10]، وهذا النبأ العجيب الذي قصه الله سبحانه وتعالى علينا في هذه السورة الكريمة في نصف القرآن الكريم، هذه السورة التي من قرأ فواتحها على المسيح الدجال عصم من شره، وذلك لما فيها من هذا النبأ الذي أخبرنا الله به.

الالتجاء إلى الله:

  إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ  [الكهف: 10]، إنهم شباب صغار، فتية في ريعان الشباب، يجئرون إلى الله بالدعاء، أن يهيئ لهم من أمرهم رشدًا، أن يثبتهم ويحفظهم من الشر، وأن ييسر لهم كل سبيل يوصل إلى الخير، ويوصد عنهم كل طريق يأتي منه الشر، وفي هذا مشروعية الدعاء، في حال المحنة والفتنة العبد يلجأ إلى الله،  فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا  [الأنعام: 43].
وحال هؤلاء الفتية الذين فروا ولجوا إلى الله عز وجل يقولون:  رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا  [الكهف: 10]، فجمعوا بين الفرار من الفتنة وبين التضرع، وسؤال الله أن ييسر أمورهم، إنهم لم يتكلوا على أنفسهم بل اتكلوا على ربهم عز وجل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندما اشتد به الأمر يقول:  اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك  [رواه البخاري: 2915].
 اللهم انجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد في الأرض  [رواه مسلم: 1763]، وبالغ في الابتهال حتى سقط رداؤه عن منكبيه صلى الله عليه وسلم، وكذلك موسى عليه السلام لما اشتدت عليه الأمر،  فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء: 61-62].
إبراهيم عليه السلام لما جاءت اللحظة الحرجة، وألقي في النار قال:  حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ  [آل عمران: 173]، هذه الكلمة التي قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حينما قيل لهم:  إِنَّ النَّاسَ  [آل عمران: 173]، أي: الكفار  قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ  [آل عمران: 173]، وسيعيدون الكرة عليكم بعد الهزيمة التي صارت في أحد، ويستأصلونكم.
لماذا يلجأ المؤمنون إلى الله في الشدة؟
لأنه هو كاشف الضر سبحانه وتعالى، وإذا كان الله هو الذي يملك الخير، ويكشف الضر، ويجلب النفع، لا يفعل ذلك إلا الله، فلما لا يلتجئ العباد إليه في أوقات الشدة.

الفرار بالدين:

 فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا  [الكهف:10].
إذًا هؤلاء فتية كانوا في بلد -أهل البلد على الشرك، بالقوة يحملون عليه حملاً- هداهم الله إلى التوحيد واحدًا بعد واحد، ما كانوا في عائلة واحدة، وإنما تعرف بعضهم إلى بعض، ما الذي جمعهم؟ التوحيد.
هؤلاء الفتية الذين اجتمعوا على الخير، واجتمعوا على الحق، هؤلاء لما رأوا اضطهاد قومهم، وأنهم سيحملونهم على الشرك بالقوة آثروا الفرار بدينهم، إن ترك البلد صعب، إن هجرة الوطن صعبة، إن مفارقة الأهل عسيرة، ولكن الله سبحانه وتعالى ييسر على أهل الحق عندما يهاجرون ابتغاء وجهه، والذي عمله هؤلاء الفتية في الحقيقة هو نوع من الهجرة، لأنهم تركوا وطنهم لله، فارقوا بلدهم لله، تركوا أهلهم لله، وخرجوا اجتمعوا في ذلك المكان، والله سبحانه وتعالى جعل قصتهم عبرة، وجعلها ممتدة موجودة في الأجيال، حتى سأل اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فتية كانوا في الزمن الغبار ما نبأهم؟ ما خبرهم؟ وما الذي جمعهم؟
الحق التوحيد الدين، هؤلاء القوم أرواح مجندة تعارفت فتآلفت،  نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ  [الكهف: 13]، وصفهم بالفتوة، قال أهل العربية: رأس الفتوة الإيمان، ما معنى رأس الفتوة الإيمان؟ إن كلمة فتية من جموع القلة في اللغة العربية، وجموع القلة يعني: أقل من عشرة، قال عز وجل:  إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ، وفتية من صيغ جموع القلة، إنهم دون العشرة، وسيأتي في التحقيق أنهم سبعة،  وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا [الكهف: 10].
فالله ثبتهم، والله صبرهم، والله هداهم ودلهم على الحق والحقيقة،  فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، فهو الذي خلقنا، ورزقنا، ودبرنا، وربانا، ليست الأوثان، ولا الأصنام،  لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا  لو قلنا بمثل ما يقول قومنا لبعدنا عن الصواب، صارت القضية شطط، إن أصحاب الفطرة السليمة يستدلون بتوحيد الربوبية على توحيد الألوهية، ما دام الرب هو الخالق الرازق إذًا هو الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له،  هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً  [الكهف: 15].
يشكون إلى الله أمر قومهم المشركين، اتخذوا آلهة من دون الله بدون دليل،  لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ  [الكهف: 15] أين الدليل على أن هذه الأصنام آلهة؟  هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ  [الشعراء: 72-73]، ما هو الحل إذًا إذا أطبقت الجاهلية على البلد، وصار الجميع على الباطل، ولم تنفع النصيحة، ولم تفد الدعوة، ولا يلد إلا فاجرا كفارًا؟ ما هو الحل؟  وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ  [الكهف: 16].
نحن نخشى على أنفسنا من قومنا، وقومنا لا يستجيبون، فما هو الحل؟ لو بقينا معهم فتنونا عن ديننا عذبونا،  وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ  [الكهف: 16]، الهجرة ترك البلد وما يعبدون،  وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ  [الكهف: 16]، فإنه معكم وأنتم معه تعبدونه،  فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ  [الكهف: 16].
إذًا هناك حسن ظن بالله أن الله لا يخيب من لجأ إليه، وأن الله لا يتخلى عمن آوى إليه،  يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ  [الكهف: 16].
هذا هو حسن الظن بالله، وعدم اليأس من رحمة الله، قال:  وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا  [الكهف: 16]، فهم يعتزلون أديان أهل الأرض إلا عبادة الله، وهم يتبرؤون من كل إله سوى الله، ويستشعرون معية الله للمؤمنين، ويدعون ربهم  رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا  [الكهف: 10].

عناية الله بهم في الكهف:

 لما دخلوا إلى الكهف ليختبئوا فيه، ويأْوُوا إليه، والإنسان يحتاج إلى مأوى، ذهبوا إلى البرية فما الذي يحميهم من وحوش كاسرة، أو أعداء، أو يختبئون من قومهم؟
الحل هذا الكهف، ولكن الله سبحانه وتعالى شاء أن يلقي عليهم النوم في الكهف، والله يلقي النوم على عباده للطمأنينة، كما ألقى النوم على الصحابة في بدر حتى أن ذقن أحدهم تضرب في صدره من النوم الذي نزل وغشيهم، وأصحاب الكهف ألقى الله عليهم النوم أيضاً، النوم راحة للأجساد، وطمأنينة للقلوب، ولذلك ألقى الله النوم على أصحاب الكهف، ولكن لا بدّ من حفظ بأسباب،  وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ  [الكهف: 17].
فهي تميل يمينًا عنهم عن الكهف، وعند غروبها تميل شمالاً لئلا ينالهم الحر مباشرة، فتفسد الأبدان، وأين كانوا؟ في فجوة منه في متسع من الكهف؛ ليطرقهم الهواء والنسيم، ويزول عنهم التأذي بالمكان الضيق مع طول المكث، والله عز وجل يحفظهم بحفظه، فيسر لهم هذا الكهف، وجعل الشمس تميل عنهم يمينًا وشمالاً لئلا ينالهم حرها مباشرة،  وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ  [الكهف: 17].
وهذا الحفظ صار بالنسبة لهم نومًا، وأعينهم مفتوحة لم تنطبق لئلا يسرع إليها البلا، لأنها إذا بقيت ظاهرة للهواء كان أبقى لها، ولذلك قال الله:  وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ [الكهف: 18]، فالأعين مفتوحة،  وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ  [الكهف: 18]، فلو لم يقلبهم لأكلتهم الأرض، ولتعفنت أجسادهم، وهذا من حفظ الله لأبدان أوليائه الصالحين، الله يحفظ أولياءه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:  يا غلام احفظ الله يحفظك  [رواه الترمذي: 2516، وصححه الألباني صحيح الجامع: 7957].
فهؤلاء لما حفظوا الله حفظهم الله، فحفظ أبدانهم، وجعل لهم هذا الحارس على باب الكهف،  وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ  [الكهف: 18].
فهو جالس خارج الباب،  والملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب ولا صورة  [رواه البخاري: 3225، ومسلم: 2106]، ولذلك لم يكن في الداخل، وإنما كان في الخارج، فأين هذا من الذين يقلدون الكفار اليوم بإدخال الكلاب إلى بيوتهم بدون حاجة، وإنما تقليد للغرب، وربما وقفت العروس بيدها باقة الزهور، وبيدها الأخرى حبل الكلب،  لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا  [الكهف: 18].
ليس هذا بسبب أن شعورهم طالت جداً، أو أظفارهم طالت جداً كما يظن البعض، ولكن لأن الله ألقى عليهم هيبة، فلا يراهم أحد إلا خاف منهم،  لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ  [الكهف: 18] ليس لارتعبت،  وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا  [الكهف: 18].
إذًا هذه المهابة والخوف الذي يلقيه الله في نفس من اطلع عليهم لئلا يمسهم بسوء، لو واحد جاء وألقى عليهم نظرة لفر فرارًا، وملأ رعبًا مما جعل الله لهم من الهيبة، ويحسبهم الناظر أيقاظ، حفظهم الله سبحانه وتعالى بالرعب الذي نشره في قلب من يطلع عليهم

نتمنى ان تكون قد حصلت على حل سؤال كيف كان أهل الكهف يستمتعون بوقتهم، وفي حالة عدم رؤيتك على الحل الصحيح فاترك تعليق بوضح ذلك وتاكد اننا نبحث بجهد لعرض الحلول الصحيحة.

لقد قرأت كيف كان أهل الكهف يستمتعون بوقتهم في الموقع بالتفصيل الكامل 2024 ويمكنك من خلال أزرار المشاركة الموجود، مشاركة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، وسوف نسعى لكي نحصل على الجديد ما تبحثون عنه، لكي نساعدكم في معرفته.