نوضح لكم الحلول الدراسية للاسئلة الطلابية وحل سؤال ما اسم اقدم بئر في مدينة عتق، في موقع ترند اليوم لجميع الطلاب وللمعرفة العامة ولمساعدة الجميع.
- ميناء قنا ( بير علي / حصن الغراب ) :
تـقـع " ميناء قنا " ـ " بير علي " ـ على ساحل البحر العربي ، تبعد عـن المكلا بحوالي ( 120 كيلو متراً ) ، وعن عتق ـ المركز الإداري لمحافظة شبوة ـ بحوالي ( 140 كيلومتراً ) .
إن اقدم ذكر لميناء قنا جاء في العهد القديم من الكتاب المقدس في " سفر حز قيال " ، حيث ورد : " حران وقنية وعدن تجار شبا وكلمد تجارك " بمعنى أنها كانت معروفة منذ عصور غابرة ، كما جاء ذكرها في المصادر الكلاسيكية ـ الإغريقية واللاتينية ـ حيث ورد ذكرها في كتاب " الطواف حول البحر الأرتري " وعند " بطليموس " جاء اسمها ( ترولا ) .
وتتكون قنا من الميناء ، وحصن أقيم على قمة الجبل الذي يعلوها من الجهة الجنوبية الشرقية والذي أطلقت عليه النقوش اسم ( عر ـ مويت ) أي جبل ماوية ، أما قنا فقد جاء اسمها في النقوش اليمنية القديمة بصيغة ( ق ن أ ) إلا أن الاسم الذي يطغى ـ حالياً ـ على تلك الميناء ، هو " بير علي " ، وهو الاسم الذي تعرف به تلك القرية الحديثة التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة قنا والتي تبعد عنها بحوالي ( 3 كيلومترات ) .
لقد كشفت التنقيبات الأثرية للبعثة اليمنية السوفيتية عن الدور الذي كانت تلعبه ميناء قنا التي استخدمت كمرفأ على الطريق الممتد إلى الهند منذ ( النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد ) ، ولم تكشف بعد الحفريات الأثرية عن الفترات الأقدم لها ، وكانت ميناء قنا الميناء الرئيسي لليمن القديم في تجارة الترانزيت من ( القرن الأول ) وحتى ( القرن الرابع الميلادي ) ، وقد ذكرت في النقوش اليمنية القديمة بخليج قنا " فرضة " ـ ميناء ـ ملك حضرموت كما جاء في النقش الموسوم بــ(Ir.13 ) بالعـبـارة التالية : ( حيقن / قنا / مجدح / ملك / حضرموت ) .
كانت قنا الميناء الرئيسي لمملكة حضرموت ، وكان ينقل منها البخور واللبان اليمني عن طريق البر إلى دول البحر الأبيض المتوسط بواسطة القوافل وعن طريق البحر في الفترات المتأخرة ، وكانت تنقل إليها توابل الهند وسلع شرق أفريقيا ، وكانت أفضل موانئ الجزيرة العربية بعد عدن ، فعندما تهب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية تجد السفن مكانا تحتمي فيه في تلك الميناء ويبعـد عنها بحوالي ( 5 أميال ) إلى الشرق في خليج صغير تحيط به الجبال من عدة جهات .
دلت معطيات الحفريات الأثرية للبعثة اليمنية السوفيتية في ميناء قنا أنه كان لها علاقات تجارية مع دول شرق البحر الأبيض المتوسط المعاصرة لها وأفريقيا وإيران والهند ، كما كانت طرق القوافل تربط تلك الميناء بكل من مدن تمنع وشبوة وغيرها من محطات طريق اللبان التجارية الرئيسية وكذلك بالمناطق الداخليـة لحضرموت ، واللـبـان الـذي كان ينقل إليها مـن أرض ( سأكلن ) – مدينة ظفار في سلطنة عُمان حالياً – عن طريق البحر في موسم الشتاء .
كانت تحتوي ميناء قنا ضمن مبانيها قصر ممثل ملك حضرموت ، وداراً للسكة ومخازن تجارية ، وسماسر للقوافل ، كما وجدت من ضمن أثار المدينة أجزاء من كتابات بلغات قديمة لحضارات مختلفة منها الإغريقية والنبطية ، وعلى جزء مـن إنـاء عليـه كتابـة بالخط ( الهيروغليفي ) ـ الخط المصري القديم ـ وكتابة بالخط الصيني وكتابات بالخط اليمني القديم - المسند - ، وتدل تلك الآثار على أن المدينة كانت تضم ثقافات مختلفة لأقوام جاءوا من مختلف أرجاء المعمورة ليمارسوا التجارة ونستطيع أن نتصور من ذلك أنه كان يمثل أقدم سوق حرة في مدينة عالمية في العالم القديم .
- قصة اكتشاف حصن الغراب : في صباح السادس عشر من شهر آيار ( مايو ) مـن عـام ( 1834 م ) ، القى بحارة السفينة الإنجليزية ( بالينورس ) المرساة في ممر ضيق قصير مغلق من أحد جانبيه بجزيرة منخفضة ومن الجانب الآخر بصخرة قائمة وعرة عليها بقايا حصن قديم ، وقال لهم البحار العربي المرافق لبحارة السفينة الإنجليز ، إن هـذا المكان هو ( حصن الغراب ) ، وكان البحارة الإنجليز ثلاثـة هم " ولستد " و " هاملتن " و " كروتندن " ، فقد أوكل إليهم القبطان " هينس " الذي استولى على عدن عام ( 1839 م ) مهمة استكشاف الساحل الجنوبي للجزيرة العربية ، ولكن البحارة تمادوا في مهمتهم إلى البحث عن المواقع الأثرية والنقوش ، وعلى قمة حصن الغراب شاهدوا خـرائـب فتوجه اثنان مـن البحارة الثلاثـة إلى تفحصها وقال أحدهم وهو " ولستد " عن ذلك : " نزلنا إلى البر على طريق رملية امتدت إلى أسفل التلة ، فألفينا أنفسنا بين أطلال وأبراج ومنازل كثيرة ، وكانت المنازل صغيرة مربعة الشكل تضم أربع غرف على الأكثر ذات طابق واحد ، وانحدار التلة من هذه الجهة يرتفع بالتدريج ، وانتشرت آثار عديدة على منحدرها ، إلا أننا لم نجد عليه أطلال منازل أو أبنية عامة ، فقد كان معظم الخرائب مبنياً من أحجار الصخور الجبلية نفسها وقضضت بأسمنت مصنوع من الصدف المتحجر ، والجزيرة الصغيرة اليوم متصلة بالساحل ببرزخ رملي لكنها كانت فيما مضى مفصولة عنه تماماً " ، وفي الطريق الصاعد إلى قمة جبل حصن الغراب عُثر فيه على كتابة أثرية ، ووجـدوا عـلى القمـة بيوتـاً وجدراناً وصهريجاً ( كريفاً ) للماء وبقايا تحصينات ، وعلى الأجزاء البارزة من القمة كانت تقوم عليها أبراج ضخمة مربعة الشكل تتجه للبحر ، ومن ذلك تبين لأولئك البحارة أنها كانت عبارة عن حصن ـ قلعة ـ تحمي الميناء من جهة البحر ذلك هو ملخص لقصة اكتشاف آثار حصن الغراب ، وهي القصة التي وجهت الأنظار إلى أثـار ذلك الحصن والميناء الــذي كان قائماً إلى جــواره ، وقـد نـسـخ ( ولستد ـJ.R.Wellsted ) تلك الكتابـات التي وجدها هو (وهنيس ـ S.B.Hainss ) في الطريق الصاعد إلى قمة حصن الغراب وهما النقشين الموسومان بـ (CIH.728 , CIH. 621 ) واعتبراهما قريبي الصلة من حيث خطوطهما باللغة الحبشية ـ الجعزية ـ بعد المقارنة بالخطوط الأخرى المعروفة وقد أشتهر النقش الموسوم بـ ( CIH. 621 ) بين علماء الحضارة اليمنية القديمة باسم نقش " حصن الغراب " ، وهـو مـن أهـم النقوش التي نشراها ، حيث ساعد اكتشاف هذا النقش ـ أولاً ـ في فك رموز اللغة اليمنية القديمة ـ وثانياً ـ في كونه يؤرخ لأهـم فـتـرة مـن فترات التاريخ اليمني قـبـل الإسـلام ، حيث أنه مؤرخ في العام ( 640 من التاريخ الحميري ) الذي يقابل سنة ( 525 ميلادية ) ، وهي المرحلة التي شهدت سقوط الحضارة اليمنية القديمة ، كما يتحدث ذلك النقش عن المرحلة النهائية للأسرة اليزنية منذ أن وضـعـوا أقـدامـهـم فـي القصر المعروف باسم ـ يـزأن ـ في وادي عـبـدان حتى قيام ثـورة ( يوسف أسار يزأن ) ، ذلك الملك الـذي وصل إلـى الحكم عقب أحداث عاصفة أشبه بالثورة بـدأت أحـداثها فـي سنة ( 518 ميلادية ) ، حيث قاد تلك الأحداث ذلك الملك اليزني المشهور ـ في المصادر الإخبارية يعرف " بذي نواس " ـ ، فقد اعتنق اليهودية ونكل بالمسيحيين في مدينة ظفار عاصمة الحميريين في قاع يحصب وبلاد الركب ، كما حاصر نجران وعذب النصارى فيها وأحداث أخرى في عدد من المناطق والأماكن اليمنية القديمة ، وقد أصبح ذلك الملك هو زعيم أخر أسرة يمنية حاكمة لليمن موحداً أو شبه موحد قبل الإسلام ، ويتحدث نقش حصن الغراب الذي جاء بعد ثمان سنوات تقريباً من تلك الأحداث عن وضع قد اختلف تماماً ، إذ يـذكـر مسجـلـوا النقش أنهم تـحـصـنـوا فـي ( عر ـ مويت ) المشهور ـ بحصن الغراب ـ بـعـد أن رمموا سوره وبابه وصهاريجه وطريق العقبة الصاعد إليه ، وقد تحصنوا به عندما عادوا من أرض الحبشة .
ومع اجتياح جحافل الأحباش أرض حمير وقتلها للملك الحميري وأقياله الحميريين والأرحبيين ، وقد ذكروا في ذلك النقش الأراضي التي تتبعهم والتي تمتد من غيمان جنوباً حتى أراضي القتبانيين والحضارمة سابقاً ، ويبدو أن مسجل النقش وهو الزعيم اليزني " سميفع اشوع " كان يقبع متربصاً في حصن الغراب وأن الأمور في سنة ( 525 ميلادية ) لم تكن قد استقرت بعد ولعل تسوية قد تمت ـ بعـد احتـلال الأحباش لمدينة ظفار والمناطق الغربية ـ ، بين الغزاة وبين ذلك الزعيم اليزني ، يلاحظ في هذا النقش اختفاء النغمة اليهودية التي تدل على تحول ديني أدى إلى تفاهمهم مع الأحباش ، وقد أجمعت المصادر القديمة على أن الغزو الحبشي لليمن جاء نتيجة لاضطهاد المسيحيين في اليمن ، وبعد تلك الأحداث سيطر الأحباش على اليمن .
ونعود إلى ميناء قنا في ( الثلاثة قرون الرابع والخامس والسادس للميلاد ) ، فقد سكنت جزئياً ، حيث سكن حصنها اليزنيون في ( منتصف القرن السادس الميلادي ـ525 ميلادية) ـ كما رأينا ـ وقد شاركت في التجارة البحرية ولكنها لم تكن كما كانت في سابق عهدها كمركز تجاري دولي ، وبتغير خطوط طريق التجارة البحرية والبرية وهبوط الطلب على سلعة اللبان انتهت تدريجياً قنا كميناء في ( القرنين السابع والثامن الميلاديين ) ، وورثت ميناء الشحر في حضرموت مكانها ، وقد جاء ذكر ميناء قنا عند بن المجاور ( القرن الثالث عشر الميلادي – السابع الهجري ) باعتبارها محطة في طريق الحج إلى جانب ( مجدجة ) ، وقد ورد اسم قنا في الخرائط البحرية في ( القرن الخامس عشر الميلادي ) ضمن أسم للجزر الخمس التي تحيط بميناء قنا ( جزر القنا ) .
وتقع - حالياً - إلى جوار ميناء قنا قرية " بير علي " ، وهي القرية التي طغى اسمها على المنطقة كلها ، وكانت في فترة سلاطين جنوب اليمن أثناء الاحتلال الإنجليزي ميناء تتبع سلطنة الواحدي ، وكان يقيم فيها ممثل السلطان الواحدي ، وسلطان الميناء .
نتمنى ان تكون قد حصلت على حل سؤال ما اسم اقدم بئر في مدينة عتق، وفي حالة عدم رؤيتك على الحل الصحيح فاترك تعليق بوضح ذلك وتاكد اننا نبحث بجهد لعرض الحلول الصحيحة.
لقد قرأت ما اسم اقدم بئر في مدينة عتق في الموقع بالتفصيل الكامل 2024 ويمكنك من خلال أزرار المشاركة الموجود، مشاركة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، وسوف نسعى لكي نحصل على الجديد ما تبحثون عنه، لكي نساعدكم في معرفته.