نوضح لكم الحلول الدراسية للاسئلة الطلابية وحل سؤال من هم الضالون الذين قصدهم الله؟، في موقع ترند اليوم لجميع الطلاب وللمعرفة العامة ولمساعدة الجميع.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ (1)الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3)مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ(5) اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) ص&ou6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
هذه الآية الكريمة حددت ثلاث أنواع من البشر، المُنعم عليهم والمغضُوب عليهم وأخيرا الضالين. ولنبدء أولا بالنوع الثانى وهو المغضُوب عليهم ثم نتطرق إلى النوع الثالث وهو الضالين ثم فى النهاية نتكلم عن المُنعم عليهم, والسؤال هنا يطرح نفسه، من هم المغضُوب عليهم ومن هم الضالين؟
هل نأخذ الإجابة من كتب التفاسير والتراث أم نعود إلى كلام رب العالمين الذى بيده الأمر والنهى وله الحكم فى الأولى والآخرة وهو القادر على كل شئ.
إن عامة المسلمين يعتقدون أن تفسير هذه الآية الكريمة من سورة الفاتحة هو المكتوب فى كتب التفاسير وما ينشره الدعاة على المنابر فى كل مناسبة. وإذا سألت أى مسلم من عامة الشعب ما هو معنى المغضوب عليهم يقول اليهود وإذا سالته من هم الضالين يقول بكل ثقة انهم النصارى. وبنفس المنطق إذا ذكرت كلمة مشرك أو كافر أو منافق إلى آخر هذه الصفات التى ورد الكثير منها فى القرءآن الكريم يقولون هذا لا ينطبق علينا المسلمين بل ينطبق على أى شخص من غير أمة محمد – عليه السلام.
من أين جاء هذا التعليل والتفسير؟ من أين جائت هذه الفكرة أن المغضوب عليهم هم اليهود بنوع الخصوص و الضالين هم النصارى ومعظم التفاسير تحصر المغضوب عليهم على اليهود والضالين هم النصارى على وجه الخصوص وهذا الحصر والقصر بهذه الصورة هى تخالف ما جاء فى القرءآن الكريم.
منذ سنين طويلة كان يقلقنى ما أقرأ فى كتب التفسير عن هذه الآية الكريمة والتى سببت بعض الفضول للوقوف على حقيقة هذا الأمر فقمت بإجراء تدبر ودراسة هذه الأية واضعا القرءآن هو المصدر الوحيد – والذى هو دائما المصدر الوحيد فى دراساتى القرآنية – للوصول إلى أقرب ما يمكن للحقيقة وقد قررت أن اشارككم فى ما توصلت إليه.
فدعنا نتجول مع بعض المفسرين الذين قاموا بتفسير هذه الآية الكريمة والأدلة التى بُنى عليها هذا التأويل:
تفسير ابن كثير
فَيَدُلّ عَلَى مَا قُلْنَاهُ مِنْ أَنَّهُ إِنَّمَا جِيءَ لِتَأْكِيدِ النَّفْي لِئَلَّا يُتَوَهَّم أَنَّهُ مَعْطُوف عَلَى الَّذِينَ أَنْعَمْت عَلَيْهِمْ وَالْفَرْق بَيْن الطَّرِيقَتَيْنِ لِيُجْتَنَب كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا فَإِنَّ طَرِيقَة أَهْل الْإِيمَان مُشْتَمِلَة عَلَى الْعِلْم بِالْحَقِّ وَالْعَمَل بِهِ وَالْيَهُود فَقَدُوا الْعَمَل وَالنَّصَارَى فَقَدُوا الْعِلْم وَلِهَذَا كَانَ الْغَضَب لِلْيَهُودِ وَالضَّلَال لِلنَّصَارَى لِأَنَّ مَنْ عَلِمَ وَتَرَكَ اِسْتَحَقَّ الْغَضَب بِخِلَافِ مَنْ لَمْ يَعْلَم وَالنَّصَارَى لَمَّا كَانُوا قَاصِدِينَ شَيْئًا لَكِنَّهُمْ لَا يَهْتَدُونَ إِلَى طَرِيقَة لِأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا الْأَمْر مِنْ بَابه وَهُوَ اِتِّبَاع الْحَقّ ضَلُّوا , وَكُلّ مِنْ الْيَهُود وَالنَّصَّارِي ضَالّ مَغْضُوب عَلَيْهِ لَكِنْ أَخَصّ أَوْصَاف الْيَهُود الْغَضَب كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْهُمْ " مَنْ لَعَنَهُ اللَّه وَغَضِبَ عَلَيْهِ " وَأَخَصّ أَوْصَاف النَّصَارَى الضَّلَال كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْهُمْ " قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْل وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاء السَّبِيل " وَبِهَذَا جَاءَتْ الْأَحَادِيث وَالْآثَار.
نفهم من تفسير ابن كثير الآتى: يقول ان طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم بالحق والعمل به، ولكن اليهود فقدوا العمل... فما هو الحق الذى يتكلم عنه ابن كثير، فالمعروف ان الحق هو رسالات اللــه التى جائت لهداية البشر أو بمعنى آخر هو رسالة موسى عليه السلام- التوراة – فماذا حدث منهم، قالوا ان العامة من شعبهم لا يستطيعون فهم المراد منها وعلى ذلك فقام رجال الدين لديهم بكتابة كتاب آخر مبسط حتى يمكن للعامة من الشعب أن يفهموه فأصدروا كتاب التلمود، فبهذا إبتعدوا عن الحق ولم يعملوا به. فما بال عامة المسلمين اليوم، هل هم يؤمنون بالحق الذى جاء من رب السماوات والأرض، أقول نعم، ولكن نرى أن رجال الدين فى الأمة المسلمة والأجهزة الدينية التى طالما توجههم فى دعوتهم التى ينشرونها ويعلمونها لشعوبهم لم يبتعدوا كثيرا عما فعله اليهود مع رسالتهم السماوية. فمنذ قديم الزمن وحتى اليوم نجد أن كتاب اللــه المنزل على رسوله عليه السلام، لا يُتبع برغم الإيمان به وبديلا له اخذوا فى وضع كتب أخرى لعامة المسلمين لكى يتبعوها وهى – على حسب زعمهم – انها أسهل فى الفهم وتفسر ما جاء فى كتاب اللــه الكريم واللـه يقول:
" وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا " الفرقان(33)، فجاؤوا بمئات الكتب والتى إخترعوا لها أسماء ما أنزل اللــه بها من سلطان فكان كتب الأحاديث النبوية والأحاديث القدسية وما سموه السنة النبوية الشريفة. فإذا كان تفسير ابن كثير مبنى على هذه النقطة بالنسبة لليهود فما هو تفسيره لما حدث من أمة محمد. فاليهود عندهم التلمود والمسلمين عندهم كتاب البخارى ومسلم وغيرهما من كتب الحديث. فإذا طبقنا طريقة تفسير ابن كثير فيجب ان نقول ان المسلمين منذ صدور هذه الكتب بين أيدى الناس، لا بد ان ينطيق عليهم ما قرره ابن كثير لليهود فعلى ذلك هل يمكن ان نقول ان أغلب المسلمين اليوم ,قد حل بهم غضب اللــه لأنهم علموا الحق ولم يتبعوه.
ولنقرأ ما يقوله رب العباد رب اليهود ورب المسلمين، رب كل شئ...
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111)آل عمران
نعم إن اللــه سبحانه وتعالى قال " ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)آل عمران
فلا يصح ان نقف عند هذه الآية ونصدر حكما شاملا فالأولى ان نقرأ الآيات التى تلتها فيقول رب العزة
" لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)آل عمران
أنظر إلى التشابه فى الألفاظ بين :
الآية رقم # 110 " تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ" (المسلمين)
والآيةرقم # 114 " يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(أهل الكتاب)
هذا بالنسبة لليهود فماذا عن النصارى، يقول ابن كثير، " وَالنَّصَارَى لَمَّا كَانُوا قَاصِدِينَ شَيْئًا لَكِنَّهُمْ لَا يَهْتَدُونَ إِلَى طَرِيقَة لِأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا الْأَمْر مِنْ بَابه وَهُوَ اِتِّبَاع الْحَقّ ضَلُّوا..."
يقول ابن كثير ما معناه ان النصارى ضلوا لأنهم لم يأتوا الأمر من بابه وهو اتباع الحق فضلوا، والسؤال هنا يطرح نفسه فنقول هل اغلبية المسلمين فى الأرض أتوا الأمر من بابه أو بمعنى هل اغلبية المسلمون يتبعون الحق... وما هو الحق الذى نتكلم عنه، يقول رب العزة " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ ۚ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا " النساء (170)
تفسير الجلالين:
"صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْت عَلَيْهِمْ" بِالْهِدَايَةِ وَيُبْدَل مِنْ الَّذِينَ لِصِلَتِهِ بِهِ . "غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ" وَهُمْ الْيَهُود "وَلَا" وَغَيْر "الضَّالِّينَ" وَهُمْ النَّصَارَى وَنُكْتَة الْبَدَل إفَادَة أَنَّ الْمُهْتَدِينَ لَيْسُوا يَهُودَ وَلَا نَصَارَى وَاَللَّه أَعْلَم بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِع وَالْمَآب وَصَلَّى اللَّه عَلَى سَيِّدنَا مُحَمَّد وَعَلَى آله وَصَحْبه وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا
أما بالنسبة للجلالين فقد نهج تفسير ابن كثير وقد اضاف اليه هذه العبارة فى تفسيره " أَنَّ الْمُهْتَدِينَ لَيْسُوا يَهُودَ وَلَا نَصَارَى". قد حكم فى تفسيره على ان اليهود والنصارى بالإجماع انهم غير مهتدين، ولنقرأ فى كتاب اللــه من سورة المائدة :
" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) واقول هنا فى نقطة الهداية، انها ليس فى مقدورنا ان نحكم على من هم المهتدون بغير الأخذ بكتاب اللــه فيقول سبحانه لحسم هذا الأمر فى سورة الأنعام " إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "(117)
نتمنى ان تكون قد حصلت على حل سؤال من هم الضالون الذين قصدهم الله؟، وفي حالة عدم رؤيتك على الحل الصحيح فاترك تعليق بوضح ذلك وتاكد اننا نبحث بجهد لعرض الحلول الصحيحة.
لقد قرأت من هم الضالون الذين قصدهم الله؟ في الموقع بالتفصيل الكامل 2024 ويمكنك من خلال أزرار المشاركة الموجود، مشاركة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، وسوف نسعى لكي نحصل على الجديد ما تبحثون عنه، لكي نساعدكم في معرفته.