نبين لكم في موقع ترند اليوم ولجميع الطلاب في الجزائر مقالة حول هل الاسرة مؤسسة اجتماعية ضرورية؟ للسنة الثالثة ثانوي شعبة اداب و فلسفة حيث نساعد الطلاب في معرفة الحلول والتحضيرات لجميع المناهج المختلفة.
السلام عليكم و رحة الله تعالى و بركاته
زورواموقع السنة الثالثة ثانوي لككي تتعرفوا على المزيد من المحتوى المتعلق، و نماذج الاختبارات المتعلقة بجميع شعب السنة الثالثة ثانوي. كما يمكنكم دوما تحميل الملف من خلال الضغط على تحميل الموجودة في الاسفل.
يمكنكم التعليق بالأسفل عن أي شئ يتعلق بالمحتوى الذي نقدمه، ، فإن كان في مقدورنا المساعدة فلن نبخل عليكم. أخيرا نطلب منكم أعزائي متتبعي موقع التعليم و التربية في الجزائر مشاركة المواضيع لتعم الفائدة على الجميع.
الأسرة بالمعنى الحديث هي وحدة اجتماعية تتألف من أبوين و أطفالهما. و هي تختلف عن الأسرة قديما من عدة جوانب كالنطاق و محور القرابة و الوظائف. فالوظائف الحالية مثلا قليلة إذا قيست بما كانت عليه في العصور الماضية. لقد كانت الأسرة القديمة تقوم بوظائف متنوعة في المجالات السياسية( التشريعية، التنفيذية، و الدفاعية) و الدينية و التربوية و الاقتصادية و الصحية...إلخ إلا أن تطور الحياة الاجتماعية و تعقدها دفعا المجتمع الحديث إلى خلق مؤسسات تنوب عن الأسرة في أدائها لهذه الوظائف، و تخفف عنها أعباءها و من هنا التساؤل: ما هي وظائف الأسرة بعد أن زالت عنها هذه الأعباء؟ و ما مصير الأسرة؟و هل حقيقة يمكن أن يحكم عليها بالزوال؟
عرض الأطروحة:
يذهب البعض من الفلاسفة إلى أن الأسرة محكوم عليه بالزوال في المستقبل إذا تألفت من الزوج و زوجته فقط، و إذا انتزعت الدولة الأطفال من آبائهم و أخذت على عاتقها تربيتهم على أن يصبحوا مجرد مواطنين لا ينتسبون إلى أسرة معينة. و دليلهم على ذلك، أن وظائف الأسرة التقليدية كانت واسعة، تشمل جميع شؤون الحية الاجتماعية ، غير أن المجتمع أخذ ينتقص منها و ينشئ لكل وظيفة هيئة مستقلة، فلقد أنشأ المجالس النيابية مكان الوظيفة التشريعية، و الحكومات مكان السلطة التنفيذية و المعاهد الدينية و المدارس مكان الوظائف الدينية و التربوية. و المؤسسات الاقتصادية و المصانع مكان الوظيفة الاقتصادية. و المؤسسات الأمنية للمحافظة على الأمن و الممتلكات و الأرواح. هكذا أصبح المجتمع هو الذي يشرف تقريبا على جميع الأعمال التي كانت على عاتق الأسرة القديمة. و يذهب أنصار النزعة الاشتراكية و خاصة ماركس و أنجلز إلى أن التوفيق بين الطبقات و محوها يقتضي إلغاء الأسرة لأنها تحول دون محو الفوارق الموجودة بين الأفراد، و في هذا المعنى يرى أنجلز أن الأسرة تتأسس في جوهرها على الملكية الخاصة و توارثها، فهي من الناحية الاجتماعية تغذي البنية الرأسمالية و يوم تنتقل وسائل الإنتاج إلى الملكية المشتركة، لن تبقى الأسرة الفردية الوحدة الاقتصادية للمجتمع، فالاقتصاد العائلي يتحول إلى صناعة جماعية. و العناية و تربية الأطفال تصبح مسألة عمومية، فالجميع يقدم عناية متساوي لجميع الأطفال، و هكذا يظهر لنا أن بقاء الأسرة تعزيز للصراع الطبقي.
كما أن الروح العائلية تقيد حرية الفرد و تزرع فيه عواطف تجعل منه كائنا لا يقوى على تجاوز حدود الأسرة. و التاريخ يشهد بأن الأسرة التقليدية تمارس نوعا من الطغيان على الفرد، و تستبد به و لا تتركه طليقا، الأمر الذي دفع أنصار النزعة الفردية خاصة "جيد" إلى انتقاد طابع الإكراه الذي تتسم به الأسرة. فهو يسعى إلى تحرير الفرد و يجعله متمتعا بشخصيته ، و ذلك أن القيود التي تفرضها الأسرة على الطفل تشل إرادته و تعيق تطوره، لأن الأمر كما يقول، سجن اجتماعي بمعنى الكلمة يستولي على الفرد، فالفرد مهما بلغ من السن، فإنه يبقى دائما مرتبطا بوالديه بحكم العاطفة العائلية.
نقد الأطروحة:
غير أن انحلال الأسرة و انهيارها يجرد المجتمع من أهم مقوماته. لأن الأسرة هي الدعامة الأساسية للمجتمع، فصلاحه مرتبط بصلاحها، كما أن أغلب الأمم التي كانت تتصور المجتمع بدون أسرة انتهت إلى الاعتراف بالأدوار الأساسية التي تلعبها الأسرة خاصة في التربية و الغذاء الروحي.
نقيض الأطروحة:
و في مقابل هذا الاتجاه ظهر اتجاه آخر يرى أنصاره، أن الأسرة و حدة اجتماعية ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها، فمهما بلغ المجتمع من تقدم و تطور فلا يمكنه أن ينوب عن الأسرة في الوظائف العائلية المحصنة، كالوظيفة البيولوجية، و الاجتماعية، و السيكولوجية.
فمن أهم وظائف الأسرة تنشئة الأطفال و تربيتهم التربية الاجتماعية. و إدا كانت صغار الحيوانات لا تبقى تحت الرعاية إلا مدة قصيرة من الزمن ثم تستقل بنفسها نهائيا، فإن الإنسان قبل أن يمارس الحياة الاجتماعية بنفسه يبقى في أحضان عائلته التي تنشغل بتربيته مدة طويلة. فطفل الإنسان يولد كحيوان ضعيف لا حول له و لا قوة، فهو في حاجة إلى من يغذيه و يحميه من البرد و الحر و الأمراض. كما يتلقى من والديه السلوك و الآداب العامة، و الأسرة باعتبارها نظاما اجتماعيا تؤثر فيما عداها من النظم الاجتماعية، إن المدرسة مثلا يتوقف نجاحها في أداء رسالتها التربوية على مقدار المعونة التي تقدمها لها الأسرة. و لا تزال الأسرة إلى وقتنا هذا، و خاصة في الأوساط الريفية محتفظة بالكثير من وظائفها التقليدية.
غير أن التنشئة و التغذية في الإنسان ليست مادية و حسب و لا أخلاقية فقط، إنها نفسية أيضا، و هذه الوظيفة لا تكاد تشاركها فيها أية مؤسسة أخرى. فقد أثبتت بعض الدراسات أن الأطفال الذين يعيشون في مؤسسات حكومية بعيدا عن الوسط العائلي،
يعانون من ضعف في النمو، فقد اكتشف الطبيب "روني سبيتز" أن الطفل يستطيع أن يعاني الآلام من الناحية الجسدية بسبب إبعاده عن أمه في 61 طفلا قدموا من مختلف الأوساط و تربوا في مؤسسات حكومية منذ ولادتهم سجل عليهم تراجعا ملحوظا ابتداء من الشهر الرابع للنمو العام بالنسبة للمعدل. و يبلغ هذا التراجع 50 بالمائة في العام الأول. أما في العام الثاني فنموهم يمكن أن يعادل نمو المعتوهين. في حين أن الأطفال الذين تشتغل الم بتربيتهم و الاعتناء بهم يكون نموهم سويا، لأن الأم حين تغذي ولدها تغذية أيضا بالعواطف و الحنان. فالتزود بالغذاء المناسب يستلزم أكثر من السعرات الحرارية و الفيتامينات.
نقد نقيض الأطروحة:لكن مهما كان وجود الأسرة في المجتمع بمثابة الدعامة أو المحرك الضروري، فإن هذا المحرك قد تترتب عنه عواقب وخيمة، لأن الأسرة، إذا دب فيها التفكك، تنتج أفرادا ضعاف النفس و الشخصية.
التركيب:
إن الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع، و على المجتمع أن يعمل على رعايتها، و لا يترك الآباء يمارسون سلطتهم كاملة على ذريتهم، و أن يقدم لهم يد المساعدة و يمدهم بتوجيهات و إرشادات تسمح لهم بأن يصنعوا أجيالا صالحة. فإن المجتمع السليم هو المجتمع الذي يحرص على إبقاء الأسرة و صيانتها. و الأسرة الصحيحة هي الوحدة الاجتماعية التي تعمل على الاحتفاظ بنجاعتها الأخـلاقية و الاجتماعية، و خاصة النفسية. و إذا كانت الأسرة قد فقدت الكثير من وظائفها فذلك من أجل أن تتفرغ لوظيفتها الخاصة التي لا يستطيع منطق التطور القضاء عليها. فبمقدار ما تفتقد الأسرة من وظائفها، الواحدة بعد الأخرى بمقدار ما تعثر على وظيفتها الخاصة.
الخاتمة:
و في الأخير نستنتج أن الأسرة ذات أهمية كبرى، و عليه تتوقف إلى حد بعيد، قـوة المجتمع و مناعته. و لقد نوه البعض من المربين بأهميتها الخطيرة و دورها الايجابي قائلين: " لقد نال النوع البشري حضارة بفضل الأسرة، و إن مستقبله يتوقف على هذه المؤسسة أكثر من أية مؤسسة أخرى
قسم مادة الفلسفة للسنة الثالثة ثانوي
موقع السنة الثالثة ثانوي
نتمنى أن تكون قد حصلت على الجواب والإفادة للمحتوى التعليمي حول مقالة حول هل الاسرة مؤسسة اجتماعية ضرورية؟ للسنة الثالثة ثانوي شعبة اداب و فلسفة، وننتظر منكم التعليقات المختلفة حول ذلك.
لقد قرأت مقالة حول هل الاسرة مؤسسة اجتماعية ضرورية؟ للسنة الثالثة ثانوي شعبة اداب و فلسفة في الموقع بالتفصيل الكامل 2024 ويمكنك من خلال أزرار المشاركة الموجود، مشاركة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، وسوف نسعى لكي نحصل على الجديد ما تبحثون عنه، لكي نساعدكم في معرفته.