شرح لعمري لقد طال النوى وتقاذفت

محمود سامي البارودي يعد رائداً لمدرسـةِ الإحياء , حيث كان له الدور الكبير في إعلائها

وفي تقدمِ مسيرتها الى الأفضل المُشرق .

الشراكسـة هم - من شعبٍ يسكنُ بين الجبل الأسود وجبال القوقاز ,

شعبُ تركَ النصرانيـة وإعتنق الإسلام في القرنِ الحادي عشر الهري-

فَقد والده في سن السابعة , فتكفلت أمه بتربيته وأحسنت تربيته بالفعل .

فقد ربته على القرآن الكريم والفقه والتاريخ والحساب كذلك .

بإختصار فقد استطاع البارودي أن ينقذ الشعر العربي من عثـرةِ الأساليب الركيكـة ..

فكما ذكرنا سابقاً إعتادوا الشعراء في الأدب الحديث أن يستخدموا المحسنات الركيكة

والتي تفسد المعنـى في الأبيات العربية , فرد البارودي الحياة والروح إلىالشعر العربي القديم ..

فقد سار البارودي على النهج الصحيح لمصادر الأدب العربي القديم .. وتجديده بأصوله

العربية الأصيلة , فقد حافظ فيه على المقومات الموروثة في الشعر العربي .

وهنا في هذه الأبيات .. سار على النهج القديم الذي تبعث له مدرسة الإحياء والبعث ,

حيثُ قام بوصف إحدى معاركه ضد الجيوش الروسيـة .. ليهفَّ علينا بنسيمِ الأدب القديم بأبياته الذهبية ..

لعـمـري لقـد طــال النــوى وتقـاذفـت ......... مـهـامـــه دون الملـتـقـى ومـطــاوحُ

وأصبحـت في أرض يحـار بها القطى ......... وترهـبـهـــا الجـنــان وهـي ســـوارحُ

بـعـيـدة أقـطـــار الديـامــيــم لـوعــدا .........سليـك بـهـا شـأواً قضـى وهـو رازحُ

تصيح بها الأصداء في غسق الدجى .........صيـاح الثكــالـى هيجـتـهــا النــوائــحُ

تـردت بسـمـــور الغــمــام جـبـالـهــا .........ومـاجــت بتـيــار السيــول البـطـائــحُ

فـأنـجــادهــا للـكـاســـرات معــاقـــلٌ ......... وأغــوارهـــا للـعــاســـلات مـســارحُ

مهــالك ينسـى المـرء فيـهـا خليـلــه ......... وينــدر عـن سـوم العـلا مـن يـنـافــحُ