شرح البيت الشعري : ليس الحجاب بمقص عنك لي أملا. أن السماء ترج حين تحتجب؟

chaima chaima 1 تم التعليق عليه منذ 57 ثوان

وقال الواحدي: في قوله (حتى وصلت إلى نفس محجبة): الملوك يوصفون بأنهم محجبون عن الناس. يقول: هو زان كان محجباً فان عطاءه قريب ممن يطلبه، غير محجوب. ويجوز أن يريد بالنفس: همته. وإنها محجبة عن الناس لا يبلغها كل احد.

هذا البيت من الشعر يعبر عن فكرة فلسفية ترتبط بمفهوم الحجاب (الستر) وتأثيره على الأمل والشوق.

إليك الشرح بالتفصيل:

ليس الحجاب بمقصٍ عنك لي أملاً: يبدأ الشاعر بتأكيد أن الحجاب (الستر أو البعد) لا يقطع أمله في لقاء من يحب. أي أن مجرد وجود حاجز أو غياب بينه وبين محبوبه لا يعني أن الأمل قد انقطع أو تلاشى.

أن السماء ترج حين تحتجب: يستعين الشاعر بمثال تشبيهي؛ حيث يوضح أن السماء، على الرغم من أنها تحجب أحياناً بسبب الغيوم أو الظلام، إلا أن الناس ما زالوا يتأملون أن تعود للظهور مجدداً، بل وربما يرتجّون (يهتزون بالفرح أو التفاؤل) عند غيابها، منتظرين عودتها مرة أخرى.

المعنى العام:

الشاعر يريد أن يقول إن غياب المحبوب (الحجاب) لا يقتل الأمل ولا يمنع الشوق، بل ربما يزيد من تعلقه به، تماماً كما يظل الناس ينتظرون ظهور السماء الصافية بعد أن تغيب خلف الغيوم. فالغياب قد يعمّق المشاعر ويزيدها قوة بدل أن يضعفها.